أخي يا نبض الفؤاد ، يا نسيم الروح .. أيها الساكن دارا خيرا من دارنا ،أيها الاكرم منا كيف
أرثيك وأنت الشهيد .. أي لسان يعطيك حقك وقد سماك الله شهيداً.. (محمد عباس ) أظن
اان اسمك كان صدفة ولكنك نلت كل معنى من العلياء يا سيدي .. يا سيد الكبرياء في
الزمن المأسور بالصمت .. أيها الصاعد إلى عالم الانعتاق .. أيها التارك للزوال إلى
البقاء .. أي دم رائع هذا الذي منك قد سال .. أي عبق هذا الذي منك قد فاح .. أبيت
الا الرجوع لكربلاء.. أبيت إلا مكانا فوق النجوم .. وقفت والشمس في موضع ،
تشرق فينا بإشراقها وتغرف عنا بغروبها .. شروقك فينا نور لا يفنى ، وغروبك عنا
ذكريات لا تنسى .. يا سيدي ,,في مقامك هذا لات حين بيع الرثاء منا : تضحيتك ،
وطنيتك ، حبك للاهلين ,لكربلاء للجيل الطا..مح للعلياء
إقدامك ، ايثارك ، صبرك ، صمتك ,اخلاقك .. كلها ترثيك في اليوم ألف مره .. أقسمت أنك
اقوى من زمانك ، أعظم من جراحك ، أحلى من حياتك ، أسبق من فواتك ..
يتذكرك كل الاهل والاحبة ..لحظات من عمرهم مرت كما مر السحاب بللت الأرض بماء
الحياة ثم رحلت فأنبت ظلك زهوراً فاح أريجه في أرجاء ملاعبنا ..نتذكرك معيناً من الحياء يزينك في كل حين ..
عجبا! أن أرى فيك ذلك وقد رأيت فيك مدرسة في كل شيء .. رأيت فيك وجوها من
عظمة فعلمت أن البطن الذي أنجبتك والأب الذي رباك كانا أعظم .. ولا أعظم خلقا
رأيت فيك كيف تكون الرياضة (حب ..طاعة ..واحترام )
أي شهيدٍ أنت يا كربلائي ؟!
أي شعاع من الشمس أنت تضيء مدارج الصاعدين خلفك؟!
مت صامتاً إلا من صوت الطالبين لدمك المستباح ..فانها مزقتهم غيظا ..
أحرقتهم قهرا .. أرعبتهم خوفا .. عظمة إيمانك بقضيتك اعتلت عروشهم .. بسمة انتصارك
اعتلت كراسيهم .. أذقت الروح يا رفيق حلاوة الشهادة وستذيق اعداء الحرية مرارة الهزيمة ..
فاي شهيد أنت يا بطل؟! وكأني بك وأنت تقتلهم تقول:
أنت الشهيد فدى لأرضك وشعبك لا تمت
من غير ند أو قصاص أو ثمن
.. دمك الأحمر لون أماسينا بجمره الحنون وأضاء الملاعب ..
. دمك الأحمر لن ينسى ومظلمتك لن تبلى .. دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة ،
فان نسيناه فقد خنا الأمانة..فارفع جبينك فوق ضوء الشمس فما زلت حياً لم ترحل
وإن واروك التراب ، فصبحك ينبت ألف صبح ، ودمك ينبت في الميادين الزهور ..
أنت في ضمير الأحرار وكل رياضي حي .. وفي ضمير التاريخ نصنع من بياض .. أنت للحق
المغتصب جولة وصولة وقوة .. طهارتك جزء من طهارة أرضك .. عظمتك جزء من
عظمة دينك .. إقدامك جزء من سيرة أمجادك .. لقد كان جسدك الطاهر شراعاً للحق
والانتصار يموج على أكتاف الرجال .. أبصرته كل كربلاء والمغتربين ..وغردت فوقه كل حرائر
الأطيار .. وهتفت به كل حناجر الأطهار .. كل من يعرف عنك شيئا ظن أن الطيور في
السماء تغرد فرحا بإ ستشهادك وتخفق إعجابا لصبرك..لجودك ..لتاريخك الذي تطرز بالتضحيات
. زفتك كربلاء بقبابها الذهبية ..باهلها الاوفياء زفتك كل القلوب المحترقة بنار فراقك .حتى الطيور والأشجار ..
آه ..آه ..أبا سميه ..
لقد اختارك الله في الشهر المبارك ..شهر صولاتك في عام 1991 فكان رميك على عدوك مبارك فبوركت يا بطلاً شهيدا
بين الشهداء وبورك البيت الذي شع نورك منه لتكون أهدافك التي خرجت من اجلها امل
ونوراً لا تبدده الأيام ..
جاء موعد اللقاء فنزلت الملائكة واصطفت لاصطحاب روحك الطاهرة إلى بارئها ،
فيما تزينت الحور العين لاستقبال زوجها البطل ، وتجهزت الطيور الخضراء لتسكنك
حواصلها ، هكذا وليسدل الستار على أخر صفحة من صفحات نضالك وحياتك الدنيا
أيها الفذ العملاق ، وتبقى ذكراك حية ترتعش في قلوبنا ووجداننا ، وتبقى ملامحك
ترتسم أمام عيوننا في كل حين.
إلى جنات الخلد فسنجعل من يوم رحيلك يوم محفور بقلوبنا
وسيكون الرد المناسب لأنك لم تمت بقلوبنا ولن تمت يا (اباسميه )
كل الدموع على فراقك يا ابا سميه
والى جنان الخلد ايها المقتول ...ايها المظلوم
الى رحمة الله
ردحذف