يعتبر النمو المعرفي والتفكير لدى الأطفال من أهم مجالات المعرفة وأحدثها سواء في علم النفس والنمو أو علم النفس التربوي
حيث يساعدنا فهم عمليات نمو الأنظمة المعرفية على تجنب تعليم الأطفال مواد أو اشياء قبل أن يكونوا مستعدين لتعلمها ،
كما تساعد مثل هذه المعرفة على تجنب فقد الفرص الذهبية لعمليات التعلم بالإنتظار
حتى تمر اللحظة المناسبة ويتبادر إلى أذهاننا عدة أسئلة :
• كيف يظهر التفكير عند الأطفال ؟
• كيف تتطور خلال المراحل العمرية المختلفة ؟
• من يأتي الطفل بمنطق التفكير الخاص به ؟
ومن خلال هذا السياق بودي أن اعرض نظرية جان بياجية والتي تعد أهم نظرية على الإطلاق في مجال النمو المعرفي والتفكير لدى الأطفال ولكن كبداية أريد أن أعرض بعضاً من سيرة العالم جان بياجية حيث ولد جان بياجيه في مدينة نيو شاتيل بسويسرا في 9 أغسطس من عام 1896 وتوفي في 16 سبتمبر من عام 1980.
حصل على الدكتوراه في العلوم الطبيعية عام 1918 وعمره اقل من 22 عاما من جامعة University of .Neufchatel, Switzerland.
احتل العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية بالجامعات ومنها جامعة تيوشتيل والسربون ، عين مديراً للدراسات بمعهد جان جاك روسو في جنيف حيث نشر بعد ذلك كتابين من أشهر كتبه " اللغة والفكر عند الطفل " و " الحكم والاستدلال عند الطفل " .
لقد كرس بياجية حياته كلها التي زادت عن الثمانين عاماً لدراسة النمو العقلي عند الأطفال فاشتهر بياجيه بنظريته في النمو المعرفي والتي جعلت منه واحدا من أهم المؤثرين في علم النفس المعاصر ووجهت العديد من الباحثين والمنظرين من بعدة من أمثال كولبرج وديمن وسيلمان ولافنجر وغيرهم.
وقام بدراساته بعد الدكتوراه بين عامي 1918-1919 في التحليل النفسي.
نشر العديد من البحوث بداية من عام 1907 وعمر 10 سنوات في علم الأحياء.
و نشر أول دراسة له في علم النفس عام 1921 عن الذكاء، ثم توالت دراسته عن الطفولة والنمو المعرفي والمعرفي الاجتماعي بشكل خاص.
يعتبر بياجية من أبرز علماء النفس النمو في القرن العشرين ، عمل في معمل " بينيه " في باريس من أجل إعداد اختبار ذكاء للأطفال ، فانصب اهتمامه على الإجابات الخاطئة التي وردت بنتائج هذه الاختبارات ، فأمدنا بمعلومات مفادها أن إجابات الأطفال الخاطئة لم تحدث لأن قدرات الأطفال العقلية أقل من قدرة الكبار العقلية ، بل حدثت لأنهم يفكرون بطريقة تختلف كلياً عن الطريقة التي يفكر بها الكبار ، ولأن نظرتهم إلى العالم المحيط بهم تختلف عن نظرة الكبار إلى نفس المحيط . فأضحت تلك النظرة وذاك التفكير هما المشكلة التي تشد انتباه " بياجية " فاسماها أصل المعرفة . أي ماذا يعرف الأطفال ؟ .. وكيف يكتسبون المعارف ؟ .. وماذا يعرف الكبار ؟ .. وكيف استمدوا هذه المعرفة ؟!! .
* المدخل إلى النظرية:
لقد اختلف بياجية في تناوله لموضوع الذكاء عند الأطفال عن غيره من علماء النفس فكان اهتمام بياجية منصب على الجانب الكيفي في الذكاء . فالذكاء ليس هو السمة الغامضة التي لدى كل الناس بدرجات قليلة أو كثيرة ، كما يبدو عند معظم علماء النفس بل الذكاء هو طريقة السلوك كما ينعكس في تكيف الفرد في الموقف .
وقد انتهى بياجية في هذا الصدد إلى مجموعة هامة من النتائج وهي أننا يجب أن لا نهتم بالكم أي بعدد ما يعرف الطفل أو كم مشكلة استطاع حلها ، بل يجب أن نهتم بكيفية تفكير الطفل وطريقته لحل المشكلات ،
وكذلك نوع المنطق الذي استخدمه للمعلومات المماثلة ، وهذا الكيف للتفكير يمكن الكشف عنه بصورة أفضل عن طريق استخدام أخطاء الأطفال وليس استخدام الإجابات الصحيحة فالأطفال في أعمارهم المختلفة لديهم طرقاً مختلفة تماماً في معالجتهم لمشكلاتهم .
ومنذ عام 1960م أثرت أفكار بياجية تأثيراً عظيماً في علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما امتزجت آراءه ببعض النظريات الأخرى واتسعت عن طريق بعض العلماء الأمريكيين .
* القيمة العلمية للنظرية:
تبرز القيمة العلمية لنظرية " بياجية " في تفسير النمو في الأبعاد المنهجية والسيكولوجية الآتية :
1. أنها نظرية شاملة ذات إطار نظري ومنهجي متكامل يتناول الجانب النمائي للنمو المعرفي عند الأطفال .
2. أن هذه النظرية قد أعطت تفسيراً جديداً أو نظرة جديدة للذكاء ذلك أنها تجاهلت النظرة القديمة التي تؤكد على ثبات وتوقف الذكاء عند مرحلة الميلاد .
3. أنها أكدت على الدور الهام والحاسم للخبرة في قدح وتشكيل الذكاء في إطار متميز عن أصوله وجذوره البيولوجية .
4. أن النمو المعرفي للطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المنتظمة والثابتة منذ الميلاد حتى الرشد وهذه المراحل أربعة أساسية في النظرية البياجينية .
5. أن كل مرحلة من المراحل النمو المعرفي تعتبر وحدة ذات كيان منفرد لكنها بالرغم من ذلك تعتمد على مراحل النمو التي تسبقها فكل مرحلة تعتبر مقدمة أساسية ومنطقية ترتكز عليها المرحلة التي تليها .
6. أن النمو المعرفي يحتل مركز القلب في نظرية بياجية وأنها تتضمن كلا من التعلم والتفكير فهما محوران يرتكز عليهما النمو المعرفي عند بياجية .
* آراء بياجية عن التطور المعرفي للفرد:
ينظر بياجيه إلى التطور المعرفي من منظورين هما : البنية العقلية والوظائف العقلية ، وتشير البنية العقلية إلى حالة التفكير التي توجد لدى الفرد في مرحلة من مراحل عمره ، أما الوظائف العقلية فتشير إلى العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها .
ويرى بياجيه أن للتفكير وظيفتين هما : التنظيم والتكيف ، وتتمثل وظيفة التكيف في نزعة الفرد إلى التلاؤم مع البيئة التي يعيش فيها .
وينظر " بياجيه " إلى التكيف على أساس أنه " يتكون من عمليتين متكاملين هما : التمثل والملاءمة . فالتمثل عبارة عن نزعة الفرد لأن يدمج أموراً من البيئة المحيطة في بنيته العقلية في حين أن الملاءمة إذا نزعة الفرد لأن يغير استجابته لتتلاءم مع البيئة المحيطة وهذا يؤدي إلى حدوث عملية التوازن.
فعندما يواجه الفرد موقفا تعليميا جديدا يحدث لديه إعادة بناء التوازن بين بنية العقلية وعناصر البيئة المحيطة.
وهنا لا بد من حدوث عملية التفاعل التي يتم بموجبها ما يلي:
* يضطر الفرد إلى تغيير بنيته العقلية لكي يتكيف مع البيئة المحيطة ( الملاءمة )
* يحاول الفرد التكيف مع البيئة مستخدما ما لديه من البنى العقلية ( التمثل )
وبعد التطور المعرفي- من وجهة نظر (بياجيه)- سلسلة من عمليات إعادة التوازن واستعادته في أثناء التعامل مع البيئة,باستعمال عملية التمثل والملاءمة بصورة متكاملة, لذلك يحدث اختلال التوازن عند الفرد عندما لا تسعفه البنى العقلية على إدراك البنية بشكل واضح, مما يؤدي إلى عملية الملاءمة التي تحدث التغير والتطور في البنى العقلية السائدة ليتمكن من إدراك البيئة, ويتم ذلك باكتساب وتعلم بنى عقلية جديدة تساعد على استعادة التوازن ,ويحتفظ الفرد بهذا التوازن إلى أن يواجه مواقف جديدة أخرى, فيتمثل توازنه من جديد ويعمل على استعادته من جديد, وهكذا يتعلم ويكتسب ويرقى من مرحلة نمائية إلى المرحلة التي تليها.
ويلاحظ مما سبق, أن عملية التطور المعرفي تقوم على التباين بين الموقف والبنى العقلية في أثناء التعامل مع البيئة , ثم حدوث تلاؤم بينهما – أي بخفة حدة التباين بين الموقف والبنى العقلية. لذا ينبغي أن يشتمل المحتوى على معلومات مألوفة تيسر عملية الإستيعاب والتمثل ومعلومات حديثة تيسر عملية التلاؤم. كما ينبغي أن تقدم المعلومات والمواقف الحديثة من خلال المحتوى بشكل يتحدى تفكير الطلاب والمستوى العقلي الذي هم فيه, ولكن بحد معقول لا يصل إلى درجة التعقيد. وينبغي – أيضا – تنظيم المحتوى, بحيث يسمح بتفاعل الطلاب مع البيئة تفاعلا مثمرا بناء. وبهذا يكون قد تم إضافة تلك المعايير إلى ما ذكره (برونر).
* نظرية جان بياجية:
وتقوم نظرية جان بياجية على أنه لما كان الطفل يتعلم ويرقى عبر مراحل, فقد حدد ( بياجيه ) أربع مراحل للتطور المعرفي.
1 . المرحلة الحسية الحركية : sensorimotor stage
تبدأ هذه المرحلة من الميلاد حتى سن الثانية تقريبا وفي بأية هذه المرحلة لا يستطيع الطفل التميز بين اعضاء جسمه والعالم الخارجي المحيط به.
ويتعلم الطفل في هذه المرحلة أن يتابع الأشياء بصريا وأن يمسك الأشياء بيديه والمظاهر البسيطة للنمو الحركي والإدراك الحسي مثل الرؤية السمع اللمس الشم التذوق .
وفي حوالي الشهر الثامن يبدأ الطفل في تمييز العالم الخارجي كشئ له وجود منفصل عن ذاته وفي حوالي الثمانية عشر شهرا تقريبا يبدأ الطفل في اللعب وتظهر بوادر اللعب الرمزي فهو يلعب بأدواته كرموز فينظر إلى العصا على أنها سيف والدمية على أنها أخته أو زميلته والصندوق على انه حصان وهكذا .
2 . المرحلة ما قبل العمليات المنطقية : preoperational stage
هذه المرحلة تبدأ من سن عامين حتى السابعة( 2 ـ 7 ) وفي هذه المرحلة تنمو القدرات العقلية للطفل على تمثيل الواقع وتكوين صور ذهنية عن الواقع الخارجي ويتعلم الطفل في
هذه المرحلة أن يستخدم اللغة وتزداد درجة تفاعله الاجتماعي عن المرحلة الحسية الحركية
وتنقسم مرحلة ما قبل الإجرائية الى مرحلتين فرعيتين هما :
* مرحلة ما قبل المفاهيم preconceptual stage وهي تبدأ من سن(2ـ4سنوات)
* مرحلة التفكير البديهي (الحدسي) intuitive stage وهي تبدأ من(4ـ7سنوات)
( أ ) مرحلة ما قبل المفاهيم :
يبدأ الطفل في هذه المرحلة في معرفة الأشياء والأحجام والألوان والمستويات وان الطفل في هذه المرحلة ما زال مشدودا بالأشياء والموضوعات المحسوسة في العالم الخارجي .
وان اهم ما يميز هذه المرحلة سمتين هامتين هما : التمركز حول الذات egocentrism وطبيعتها المرتبطة بمرحلة ما قبل المفاهيم preconceptual .
هذا وتزداد في هذه المرحلة قدرة الطفل على التفاعل الرمزي symbolic interaction مع البيئة ويزداد اللعب الأيهامي (التخيلي) imaginative play في هذه المرحلة .
( ب ) مرحلة التفكير البديهي ( الحدسي ) :
تبدأ هذه المرحلة من سن (4ـ7)سنوات في هذه المرحلة نجد ان عمليات التفكير ما زالت قبل الأجرائية preoperational وافكاره ما زالت محكومة بمظهر مرحلة ما قبل المفاهيم والتمركز حول الذات .
وتبدو في هذه المرحلة مشكلة الأحتفاظ conservation والتي استخدمها بياجيه عند دراسته لأصول مفهوم العدد عند الأطفال فمثلا اذا وضعنا كميتين متساويتين من الماء في كوبين متساويين في الطول ( أ ، ب ) ثم قمنا بصب كمية الماء الموجودة في احد الكوبين في كوب طويل ( ج ) عن الكوبين السابقين .
فٍَإننا نجد ان بعض الأطفال الذين يحتفظون بالكم يدركون ان صب الماء في اكواب مختلفة الأشكال لا يغير من كميته ومقداره اما الأطفال الذين لا يدركون ذلك فيفشلون في الأحتفاظ.
3 . مرحلة العمليات المحسوسة ( العينية ) :concrete operational stage
تمتد هذه المرحلة من (7ـ12)وهي تشمل الأطفال في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة هذا ويشير اصطلاح العمليات المحسوسة ( العينية ) الى العمليات العقلية التي يستطيع الطفل أن يقوم بها نحو الأشياء المحسوسة التي تقع تحت ملاحظته .
وان العمليات المحسوسة (العينية) تظل محصورة في حدود الخبرة الحسية للطفل ويستطيع الطفل ويستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يفكر تفكيرا منطقيا بسيطا لا يرقى الى التفكير المنطقي المجرد .
والطفل في هذه المرحلة سوف يتعلم أن يؤدي أنماطا مختلفة من العمليات العقلية نحو أحداث محسوسة (عينية) وان قدرته على التفكير تظل محدودة الى حد ما حتى يصل الطفل الى مرحلة العمليات الشكلية ( التجريدية ) .
وأهم خصائص العمليات المحسوسة (العينية) هي :
• ضمور واضمحلال التمركز حول الذات egocentrism .
• استخدام المنطق البسيط .
• هذه العمليات العقلية تمد الطفل بوسائل تحرير نفسه من قيود العالم الطبيعي.
ومن خلال ممارسات الطفل لعنصري التكيف وهما المماثلة assimilation والملائمة accommodation للتكيف مع حقائق العالم الخارجي تنمو لديه إمكانية الاحتفاظ conservation فمثلا قدرة الاحتفاظ بالوزن تعتمد جزئيا على أحكام الحجم وجزئيا على المعرفة بأوزان المواد المختلفة وهكذا ...
4 . مرحلة العمليات الشكلية (التجريدية): formal operation stage
تمتد هذه المرحلة من (12ـ فما فوق) وهي تشمل مرحلة المراهقة المبكرة
early adolescence .
وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل الراقية في نظرية النمو المعرفي عند (بياجيه) وهذه المرحلة تنمو عند معظم المراهقين الذين يستكملون تعليمهم المدرسي .
وهي مرحلة إعلان استقلال عقل الإنسان وتفتحه فالمراهق يحلم بحياة سعيدة ويدرك معنى الحياة والموت ويدرك معنى الخالق (الله) ويدرك معنى وجوده .... وهكذا .
ففي هذه المرحلة يستطيع المراهق التعامل مع عمليات التفكير المجرد ويستطيع أن يكتشف المبادئ أو القواعد العامة من خلال عدد من الوقائع والأحداث النوعية و العمليات الشكلية (التجريدية) تمر بمرحلتين :
أولهما: استخدام المراهق للتفكير (الاستدلال) الاستنباطي deductive reasoning في حل المشكلات .
وثانيهما: أن المراهق تزداد قدرته على استخدام التفكير (الاستدلال)الاستقرائي inductive reasoning اى يستطيع استنتاج العام من الخاص والعلة من المعلول .
والمرحلة الثانية من المراحل المتطورة والراقية لنظرية النمو المعرفي ويصل اليها المراهق خلال مرحلة النضج .
ومما هو جدير بالذكر أن الأطفال يختلفون في كفاءتهم العقلية تبعا للسن ومرحلة النمو العقلي التي وصلوا إليها وان وصول الطفل الى المراحل المتقدمة من النمو المعرفي يعتمد اعتمادا كبيرا على الفرص التربوية المتاحة educational opportunities والخلفية الثقافية والمثيرات التي يتعرض لها وأخيرا العوامل الوراثية .
* خصائص مراحل النمو المعرفي ( لبياجية ) :
1. لا يمكن إلغاء هذه المراحل بل يمكن تسريعها أو إبطائها .
2. لا يستطيع الفرد أن ينتقل من مرحلة لأخرى ما لم يمر بالمرحلة السابقة لها .
3. يتوقف تطور المعرفي في كل مرحلة على المضمون المنطقي له في هذه المرحلة .
4. يحدث التطور المعرفي من مرحلة لأخرى عبر التفاعل والخبرة .
5. يختلف أداء الأفراد من فئة العمر نفسها في المهمة الواحدة .
* الهدف من النظرية:
يستهدف من وراءها استخدام أفضل الوسائل التربوية التي يمكن التعامل بها مع الأطفال، وتمثل ذلك عن طريق فهم المرحلة العمرية التي يكون الطفل فيها والمعلومات التربوية التي تناسبها، فمثلا لا يمكن لنا أن نعلم الأطفال في عمر من 3-10 سنوات المفاهيم المجردة مثل الصدق أو الأمانة أو الحرية وغيرها من المفاهيم المجردة إلا من خلال استخدام أساليب تربوية تتضمن فيها هذه المفاهيم وتحاكي عمر الطفل مثل
استخدام القصص أو الحكايات المصورة أو التوجيهات التربوية المباشرة لأمثلة محسوسة في حياة الطفل، وبالتالي فان الأمر يتطلب من التربويين والقائمين على العملية التربوية فيما إذا أرادوا النجاح في تحقيق الأهداف التربوية المبتغاة
بتطبيق مبادىء هذه النظرية،إن يولوا أمرين جل اهتمامهم هما:
1. عمر الطفل .
2. وطبيعة المادة التربوية التي يريدون نقلها له.
فإذا كان هناك تناسب طردي بينهما يكون الهدف التربوي واضحا وقابلا للتطبيق، بما يعطي نتيجة تربوية ملموسة، وهو بالتأكيد يصب في خدمة الهدف العام من العملية التربوية التي يسعى جميع التربويون ويحرصون اشد الحرص على نقلها بأساليب علمية حديثة ومناسبة للأجيال اللاحقة، مواكبة لطبيعة العصر والمرحلة الحضارية والعلمية التي تتقدم بشكل متواصل ومطرد في عالم دائم التغيير والتجديد، هذا التوافق التربوي هو أنبل غاية للتربويين على مدى العصور.
فيديو لنظرية ابياجية ... علي اليوتيوب انقر هنا
حيث يساعدنا فهم عمليات نمو الأنظمة المعرفية على تجنب تعليم الأطفال مواد أو اشياء قبل أن يكونوا مستعدين لتعلمها ،
كما تساعد مثل هذه المعرفة على تجنب فقد الفرص الذهبية لعمليات التعلم بالإنتظار
حتى تمر اللحظة المناسبة ويتبادر إلى أذهاننا عدة أسئلة :
• كيف يظهر التفكير عند الأطفال ؟
• كيف تتطور خلال المراحل العمرية المختلفة ؟
• من يأتي الطفل بمنطق التفكير الخاص به ؟
ومن خلال هذا السياق بودي أن اعرض نظرية جان بياجية والتي تعد أهم نظرية على الإطلاق في مجال النمو المعرفي والتفكير لدى الأطفال ولكن كبداية أريد أن أعرض بعضاً من سيرة العالم جان بياجية حيث ولد جان بياجيه في مدينة نيو شاتيل بسويسرا في 9 أغسطس من عام 1896 وتوفي في 16 سبتمبر من عام 1980.
حصل على الدكتوراه في العلوم الطبيعية عام 1918 وعمره اقل من 22 عاما من جامعة University of .Neufchatel, Switzerland.
احتل العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية بالجامعات ومنها جامعة تيوشتيل والسربون ، عين مديراً للدراسات بمعهد جان جاك روسو في جنيف حيث نشر بعد ذلك كتابين من أشهر كتبه " اللغة والفكر عند الطفل " و " الحكم والاستدلال عند الطفل " .
لقد كرس بياجية حياته كلها التي زادت عن الثمانين عاماً لدراسة النمو العقلي عند الأطفال فاشتهر بياجيه بنظريته في النمو المعرفي والتي جعلت منه واحدا من أهم المؤثرين في علم النفس المعاصر ووجهت العديد من الباحثين والمنظرين من بعدة من أمثال كولبرج وديمن وسيلمان ولافنجر وغيرهم.
وقام بدراساته بعد الدكتوراه بين عامي 1918-1919 في التحليل النفسي.
نشر العديد من البحوث بداية من عام 1907 وعمر 10 سنوات في علم الأحياء.
و نشر أول دراسة له في علم النفس عام 1921 عن الذكاء، ثم توالت دراسته عن الطفولة والنمو المعرفي والمعرفي الاجتماعي بشكل خاص.
يعتبر بياجية من أبرز علماء النفس النمو في القرن العشرين ، عمل في معمل " بينيه " في باريس من أجل إعداد اختبار ذكاء للأطفال ، فانصب اهتمامه على الإجابات الخاطئة التي وردت بنتائج هذه الاختبارات ، فأمدنا بمعلومات مفادها أن إجابات الأطفال الخاطئة لم تحدث لأن قدرات الأطفال العقلية أقل من قدرة الكبار العقلية ، بل حدثت لأنهم يفكرون بطريقة تختلف كلياً عن الطريقة التي يفكر بها الكبار ، ولأن نظرتهم إلى العالم المحيط بهم تختلف عن نظرة الكبار إلى نفس المحيط . فأضحت تلك النظرة وذاك التفكير هما المشكلة التي تشد انتباه " بياجية " فاسماها أصل المعرفة . أي ماذا يعرف الأطفال ؟ .. وكيف يكتسبون المعارف ؟ .. وماذا يعرف الكبار ؟ .. وكيف استمدوا هذه المعرفة ؟!! .
* المدخل إلى النظرية:
لقد اختلف بياجية في تناوله لموضوع الذكاء عند الأطفال عن غيره من علماء النفس فكان اهتمام بياجية منصب على الجانب الكيفي في الذكاء . فالذكاء ليس هو السمة الغامضة التي لدى كل الناس بدرجات قليلة أو كثيرة ، كما يبدو عند معظم علماء النفس بل الذكاء هو طريقة السلوك كما ينعكس في تكيف الفرد في الموقف .
وقد انتهى بياجية في هذا الصدد إلى مجموعة هامة من النتائج وهي أننا يجب أن لا نهتم بالكم أي بعدد ما يعرف الطفل أو كم مشكلة استطاع حلها ، بل يجب أن نهتم بكيفية تفكير الطفل وطريقته لحل المشكلات ،
وكذلك نوع المنطق الذي استخدمه للمعلومات المماثلة ، وهذا الكيف للتفكير يمكن الكشف عنه بصورة أفضل عن طريق استخدام أخطاء الأطفال وليس استخدام الإجابات الصحيحة فالأطفال في أعمارهم المختلفة لديهم طرقاً مختلفة تماماً في معالجتهم لمشكلاتهم .
ومنذ عام 1960م أثرت أفكار بياجية تأثيراً عظيماً في علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما امتزجت آراءه ببعض النظريات الأخرى واتسعت عن طريق بعض العلماء الأمريكيين .
* القيمة العلمية للنظرية:
تبرز القيمة العلمية لنظرية " بياجية " في تفسير النمو في الأبعاد المنهجية والسيكولوجية الآتية :
1. أنها نظرية شاملة ذات إطار نظري ومنهجي متكامل يتناول الجانب النمائي للنمو المعرفي عند الأطفال .
2. أن هذه النظرية قد أعطت تفسيراً جديداً أو نظرة جديدة للذكاء ذلك أنها تجاهلت النظرة القديمة التي تؤكد على ثبات وتوقف الذكاء عند مرحلة الميلاد .
3. أنها أكدت على الدور الهام والحاسم للخبرة في قدح وتشكيل الذكاء في إطار متميز عن أصوله وجذوره البيولوجية .
4. أن النمو المعرفي للطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المنتظمة والثابتة منذ الميلاد حتى الرشد وهذه المراحل أربعة أساسية في النظرية البياجينية .
5. أن كل مرحلة من المراحل النمو المعرفي تعتبر وحدة ذات كيان منفرد لكنها بالرغم من ذلك تعتمد على مراحل النمو التي تسبقها فكل مرحلة تعتبر مقدمة أساسية ومنطقية ترتكز عليها المرحلة التي تليها .
6. أن النمو المعرفي يحتل مركز القلب في نظرية بياجية وأنها تتضمن كلا من التعلم والتفكير فهما محوران يرتكز عليهما النمو المعرفي عند بياجية .
* آراء بياجية عن التطور المعرفي للفرد:
ينظر بياجيه إلى التطور المعرفي من منظورين هما : البنية العقلية والوظائف العقلية ، وتشير البنية العقلية إلى حالة التفكير التي توجد لدى الفرد في مرحلة من مراحل عمره ، أما الوظائف العقلية فتشير إلى العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعله مع مثيرات البيئة التي يتعامل معها .
ويرى بياجيه أن للتفكير وظيفتين هما : التنظيم والتكيف ، وتتمثل وظيفة التكيف في نزعة الفرد إلى التلاؤم مع البيئة التي يعيش فيها .
وينظر " بياجيه " إلى التكيف على أساس أنه " يتكون من عمليتين متكاملين هما : التمثل والملاءمة . فالتمثل عبارة عن نزعة الفرد لأن يدمج أموراً من البيئة المحيطة في بنيته العقلية في حين أن الملاءمة إذا نزعة الفرد لأن يغير استجابته لتتلاءم مع البيئة المحيطة وهذا يؤدي إلى حدوث عملية التوازن.
فعندما يواجه الفرد موقفا تعليميا جديدا يحدث لديه إعادة بناء التوازن بين بنية العقلية وعناصر البيئة المحيطة.
وهنا لا بد من حدوث عملية التفاعل التي يتم بموجبها ما يلي:
* يضطر الفرد إلى تغيير بنيته العقلية لكي يتكيف مع البيئة المحيطة ( الملاءمة )
* يحاول الفرد التكيف مع البيئة مستخدما ما لديه من البنى العقلية ( التمثل )
وبعد التطور المعرفي- من وجهة نظر (بياجيه)- سلسلة من عمليات إعادة التوازن واستعادته في أثناء التعامل مع البيئة,باستعمال عملية التمثل والملاءمة بصورة متكاملة, لذلك يحدث اختلال التوازن عند الفرد عندما لا تسعفه البنى العقلية على إدراك البنية بشكل واضح, مما يؤدي إلى عملية الملاءمة التي تحدث التغير والتطور في البنى العقلية السائدة ليتمكن من إدراك البيئة, ويتم ذلك باكتساب وتعلم بنى عقلية جديدة تساعد على استعادة التوازن ,ويحتفظ الفرد بهذا التوازن إلى أن يواجه مواقف جديدة أخرى, فيتمثل توازنه من جديد ويعمل على استعادته من جديد, وهكذا يتعلم ويكتسب ويرقى من مرحلة نمائية إلى المرحلة التي تليها.
ويلاحظ مما سبق, أن عملية التطور المعرفي تقوم على التباين بين الموقف والبنى العقلية في أثناء التعامل مع البيئة , ثم حدوث تلاؤم بينهما – أي بخفة حدة التباين بين الموقف والبنى العقلية. لذا ينبغي أن يشتمل المحتوى على معلومات مألوفة تيسر عملية الإستيعاب والتمثل ومعلومات حديثة تيسر عملية التلاؤم. كما ينبغي أن تقدم المعلومات والمواقف الحديثة من خلال المحتوى بشكل يتحدى تفكير الطلاب والمستوى العقلي الذي هم فيه, ولكن بحد معقول لا يصل إلى درجة التعقيد. وينبغي – أيضا – تنظيم المحتوى, بحيث يسمح بتفاعل الطلاب مع البيئة تفاعلا مثمرا بناء. وبهذا يكون قد تم إضافة تلك المعايير إلى ما ذكره (برونر).
* نظرية جان بياجية:
وتقوم نظرية جان بياجية على أنه لما كان الطفل يتعلم ويرقى عبر مراحل, فقد حدد ( بياجيه ) أربع مراحل للتطور المعرفي.
1 . المرحلة الحسية الحركية : sensorimotor stage
تبدأ هذه المرحلة من الميلاد حتى سن الثانية تقريبا وفي بأية هذه المرحلة لا يستطيع الطفل التميز بين اعضاء جسمه والعالم الخارجي المحيط به.
ويتعلم الطفل في هذه المرحلة أن يتابع الأشياء بصريا وأن يمسك الأشياء بيديه والمظاهر البسيطة للنمو الحركي والإدراك الحسي مثل الرؤية السمع اللمس الشم التذوق .
وفي حوالي الشهر الثامن يبدأ الطفل في تمييز العالم الخارجي كشئ له وجود منفصل عن ذاته وفي حوالي الثمانية عشر شهرا تقريبا يبدأ الطفل في اللعب وتظهر بوادر اللعب الرمزي فهو يلعب بأدواته كرموز فينظر إلى العصا على أنها سيف والدمية على أنها أخته أو زميلته والصندوق على انه حصان وهكذا .
2 . المرحلة ما قبل العمليات المنطقية : preoperational stage
هذه المرحلة تبدأ من سن عامين حتى السابعة( 2 ـ 7 ) وفي هذه المرحلة تنمو القدرات العقلية للطفل على تمثيل الواقع وتكوين صور ذهنية عن الواقع الخارجي ويتعلم الطفل في
هذه المرحلة أن يستخدم اللغة وتزداد درجة تفاعله الاجتماعي عن المرحلة الحسية الحركية
وتنقسم مرحلة ما قبل الإجرائية الى مرحلتين فرعيتين هما :
* مرحلة ما قبل المفاهيم preconceptual stage وهي تبدأ من سن(2ـ4سنوات)
* مرحلة التفكير البديهي (الحدسي) intuitive stage وهي تبدأ من(4ـ7سنوات)
( أ ) مرحلة ما قبل المفاهيم :
يبدأ الطفل في هذه المرحلة في معرفة الأشياء والأحجام والألوان والمستويات وان الطفل في هذه المرحلة ما زال مشدودا بالأشياء والموضوعات المحسوسة في العالم الخارجي .
وان اهم ما يميز هذه المرحلة سمتين هامتين هما : التمركز حول الذات egocentrism وطبيعتها المرتبطة بمرحلة ما قبل المفاهيم preconceptual .
هذا وتزداد في هذه المرحلة قدرة الطفل على التفاعل الرمزي symbolic interaction مع البيئة ويزداد اللعب الأيهامي (التخيلي) imaginative play في هذه المرحلة .
( ب ) مرحلة التفكير البديهي ( الحدسي ) :
تبدأ هذه المرحلة من سن (4ـ7)سنوات في هذه المرحلة نجد ان عمليات التفكير ما زالت قبل الأجرائية preoperational وافكاره ما زالت محكومة بمظهر مرحلة ما قبل المفاهيم والتمركز حول الذات .
وتبدو في هذه المرحلة مشكلة الأحتفاظ conservation والتي استخدمها بياجيه عند دراسته لأصول مفهوم العدد عند الأطفال فمثلا اذا وضعنا كميتين متساويتين من الماء في كوبين متساويين في الطول ( أ ، ب ) ثم قمنا بصب كمية الماء الموجودة في احد الكوبين في كوب طويل ( ج ) عن الكوبين السابقين .
فٍَإننا نجد ان بعض الأطفال الذين يحتفظون بالكم يدركون ان صب الماء في اكواب مختلفة الأشكال لا يغير من كميته ومقداره اما الأطفال الذين لا يدركون ذلك فيفشلون في الأحتفاظ.
3 . مرحلة العمليات المحسوسة ( العينية ) :concrete operational stage
تمتد هذه المرحلة من (7ـ12)وهي تشمل الأطفال في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة هذا ويشير اصطلاح العمليات المحسوسة ( العينية ) الى العمليات العقلية التي يستطيع الطفل أن يقوم بها نحو الأشياء المحسوسة التي تقع تحت ملاحظته .
وان العمليات المحسوسة (العينية) تظل محصورة في حدود الخبرة الحسية للطفل ويستطيع الطفل ويستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يفكر تفكيرا منطقيا بسيطا لا يرقى الى التفكير المنطقي المجرد .
والطفل في هذه المرحلة سوف يتعلم أن يؤدي أنماطا مختلفة من العمليات العقلية نحو أحداث محسوسة (عينية) وان قدرته على التفكير تظل محدودة الى حد ما حتى يصل الطفل الى مرحلة العمليات الشكلية ( التجريدية ) .
وأهم خصائص العمليات المحسوسة (العينية) هي :
• ضمور واضمحلال التمركز حول الذات egocentrism .
• استخدام المنطق البسيط .
• هذه العمليات العقلية تمد الطفل بوسائل تحرير نفسه من قيود العالم الطبيعي.
ومن خلال ممارسات الطفل لعنصري التكيف وهما المماثلة assimilation والملائمة accommodation للتكيف مع حقائق العالم الخارجي تنمو لديه إمكانية الاحتفاظ conservation فمثلا قدرة الاحتفاظ بالوزن تعتمد جزئيا على أحكام الحجم وجزئيا على المعرفة بأوزان المواد المختلفة وهكذا ...
4 . مرحلة العمليات الشكلية (التجريدية): formal operation stage
تمتد هذه المرحلة من (12ـ فما فوق) وهي تشمل مرحلة المراهقة المبكرة
early adolescence .
وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل الراقية في نظرية النمو المعرفي عند (بياجيه) وهذه المرحلة تنمو عند معظم المراهقين الذين يستكملون تعليمهم المدرسي .
وهي مرحلة إعلان استقلال عقل الإنسان وتفتحه فالمراهق يحلم بحياة سعيدة ويدرك معنى الحياة والموت ويدرك معنى الخالق (الله) ويدرك معنى وجوده .... وهكذا .
ففي هذه المرحلة يستطيع المراهق التعامل مع عمليات التفكير المجرد ويستطيع أن يكتشف المبادئ أو القواعد العامة من خلال عدد من الوقائع والأحداث النوعية و العمليات الشكلية (التجريدية) تمر بمرحلتين :
أولهما: استخدام المراهق للتفكير (الاستدلال) الاستنباطي deductive reasoning في حل المشكلات .
وثانيهما: أن المراهق تزداد قدرته على استخدام التفكير (الاستدلال)الاستقرائي inductive reasoning اى يستطيع استنتاج العام من الخاص والعلة من المعلول .
والمرحلة الثانية من المراحل المتطورة والراقية لنظرية النمو المعرفي ويصل اليها المراهق خلال مرحلة النضج .
ومما هو جدير بالذكر أن الأطفال يختلفون في كفاءتهم العقلية تبعا للسن ومرحلة النمو العقلي التي وصلوا إليها وان وصول الطفل الى المراحل المتقدمة من النمو المعرفي يعتمد اعتمادا كبيرا على الفرص التربوية المتاحة educational opportunities والخلفية الثقافية والمثيرات التي يتعرض لها وأخيرا العوامل الوراثية .
* خصائص مراحل النمو المعرفي ( لبياجية ) :
1. لا يمكن إلغاء هذه المراحل بل يمكن تسريعها أو إبطائها .
2. لا يستطيع الفرد أن ينتقل من مرحلة لأخرى ما لم يمر بالمرحلة السابقة لها .
3. يتوقف تطور المعرفي في كل مرحلة على المضمون المنطقي له في هذه المرحلة .
4. يحدث التطور المعرفي من مرحلة لأخرى عبر التفاعل والخبرة .
5. يختلف أداء الأفراد من فئة العمر نفسها في المهمة الواحدة .
* الهدف من النظرية:
يستهدف من وراءها استخدام أفضل الوسائل التربوية التي يمكن التعامل بها مع الأطفال، وتمثل ذلك عن طريق فهم المرحلة العمرية التي يكون الطفل فيها والمعلومات التربوية التي تناسبها، فمثلا لا يمكن لنا أن نعلم الأطفال في عمر من 3-10 سنوات المفاهيم المجردة مثل الصدق أو الأمانة أو الحرية وغيرها من المفاهيم المجردة إلا من خلال استخدام أساليب تربوية تتضمن فيها هذه المفاهيم وتحاكي عمر الطفل مثل
استخدام القصص أو الحكايات المصورة أو التوجيهات التربوية المباشرة لأمثلة محسوسة في حياة الطفل، وبالتالي فان الأمر يتطلب من التربويين والقائمين على العملية التربوية فيما إذا أرادوا النجاح في تحقيق الأهداف التربوية المبتغاة
بتطبيق مبادىء هذه النظرية،إن يولوا أمرين جل اهتمامهم هما:
1. عمر الطفل .
2. وطبيعة المادة التربوية التي يريدون نقلها له.
فإذا كان هناك تناسب طردي بينهما يكون الهدف التربوي واضحا وقابلا للتطبيق، بما يعطي نتيجة تربوية ملموسة، وهو بالتأكيد يصب في خدمة الهدف العام من العملية التربوية التي يسعى جميع التربويون ويحرصون اشد الحرص على نقلها بأساليب علمية حديثة ومناسبة للأجيال اللاحقة، مواكبة لطبيعة العصر والمرحلة الحضارية والعلمية التي تتقدم بشكل متواصل ومطرد في عالم دائم التغيير والتجديد، هذا التوافق التربوي هو أنبل غاية للتربويين على مدى العصور.
فيديو لنظرية ابياجية ... علي اليوتيوب انقر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّرعن رأي كاتبيها فقط. حريّة التعبير عن الرأي والرد متاحة للجميع( بما لا يخل بالنظام العام والادب)